بسم الله الرحمن الرحيم
وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم ورا يوم أيامه بتكتر وانتصاراته مالية حياته.. واسأل روحك: هل تشعر بأن جيبوتى والصومال وموريتانيا وجزر القمر دول عربية مثل العراق وسوريا وليبيا والجزائر؟.. وإذا كانت الإجابة بـ«لا» اضغط «نجمة» ثم الرقم «زيرو»، واعلم أن الجامعة العربية تحولت إلى جراج عمومى لدول لا تجمعها اللغة العربية بل تجمعها الديكتاتورية، ومنذ معاهدة «سايكس بيكو» حتى ظهور المطرب «ريكو» لم ينقسم بلد عربى إلا السودان، وعندما خرج عم «فرغلى» مع الصيادين اصطادوه فى ليبيا، وعندما سافر إلى الخليج قطعوا أذنيه من تحت الحساب واعتبروها دفعة أولى..
ومن فترة لأخرى أحب أن أتذكر «مسلمى المهجر» القابعين هناك، وأنقل إليهم كلمة عم «عطية» المقاول (إنها شدة وتزول حتى سطح الأرض) وأن العمل حق والعمل واجب، خاصة فى الخليج، وأننا بصدد عمل تجديدات فى أرضية الوطن فاطمئنوا وطمنونا عليكم وإذا سألك أحدهم ما الذى رماك على المر فقل له إنه «البرنامج»،
وعندما سألنى عم «فرغلى»: هل سمعت عن أمريكانى عنده كفيل؟ أخبرته بأننى سمعت عن أمريكانى عنده برنيطة، فقال لى هذا هو السبب لأن البرنيطة تغنى عن الكفيل طبقاً لقانون الجامعة العربية التى تقبل «جيبوتى» وترفض عم «فرغلى» وقال لى بين الذل فى الوطن والمهانة فى الخارج هناك دائماً البديل فعندما اختفى لبن الأطفال اخترعوا لنا إرضاع الكبير..
وراح عم «فرغلى» يحكى لى ذكرياته القديمة التى سمعتها عدة مرات وقال: (كنت قد حصلت على دبلوم الجراحة المنزلية ودورة ألعاب وفرقة كاراتيه أهّلتنى للعمل كمترجم فورى وبالتقسيط..
وسافرت للعمل فى الخليج، حيث استقبلنى الكفيل على باب الطائرة وأخذ أوراقى ووزنى ثم ربطنى بحبل ووضع علامة الجودة على جبهتى..
فى الطريق قال لى الكفيل: «عس».. فظننت أنه يقصد «هس» فتوقفت، ويبدو أن وقوفى كان فى مكان غير مخصص للحيوانات!.. إذ حضرت الشرطة وطلبوا دفنى فى الربع الخالى بحجة أننى عطست فى أحد أيام التشريق،
لكن كفيلى، حفاظاً على ثروته البشرية، دفع الدية وسحبنى وفى الطريق نظر إلى وجهى وسألنى: «إيش تعمل فى بلدك؟»
فأخبرته بأن العمل عمل الله فاتهمنى بالكفر وسلمنى إلى جماعة النهى عن كل حاجة)..
من فترة لأخرى علينا أن نتذكر مسلمى المهجر، فهناك البحر الأحمر والبحر الأبيض والبحر الأسود (الألوان الثلاثة)، لكن أين ذهب النسر؟
========================
